رونالدو... "فلتة" الكرة البرازيلية!

--------------------------------------------------------------------------------




رونالدو.. طفل برازيلي صغير.. وكأي برازيلي أصيل، فهو عاشق لكرة القدم، ربما من قبل ولادته ومنذ أن كان جنيناً في بطن أمه يركل بقدميه الهواء.

ولد في بينتو ريبيرو، أحد الأحياء البرازيلية الفقيرة بمدينة ريو دي جانيرو، في 22 سبتمبر عام 1976. بدأ لعب كرة القدم في شوارع الحي مع أصحابه، ولمَّا كان لكل طفل مثل أعلى، اختار هو زيكو، لاعب الفريق البرازيلي السابق كمثل أعلى يحتذي به، ونموذج للاعب الجيد والشخصية العظيمة.

إننا نتحدث بالطبع عن أسطورة منتخب البرازيل ومهاجم ريال مدريد.. لويس نازاريو دي ليما رونالدو.
الشارع.. ملعب كبير!
كان عام 82 بالنسبة له عاماً فارقاً في طفولته ومستقبله الكروي، حيث قام بتسديد هدف في مرمى فريق حي بيكو ديلا ميراندونا المنافس، وعندما أتم 12 سنة، انضم لنادي شباب (Tennis club Valqueire) حيث كان يلعب ما يسمى بـ(فوتبول دي سلاو) حيث الكرة صغير الحجم جداً، وهو ما كان له أثره الملحوظ على تقدم أداء رونالدو وإبراز مهاراته.

ومرت الأعوام وشارك رونالدو في العديد من البطولات والمسابقات الكروية، وذلك بعد أن رشحه اللاعب البرازيلي جايرزينو للعب في فريق الناشئين.

وبدأ يخطف أنظار النوادي الكبيرة منذ كان عمره 14 عاماً، حتى جاءته فرصة اللعب في فريق (كروزريو دي بيلو هوريزونتيه) البرازيلي إلى صفوف لاعبيه بعقد وصلت قيمته إلى 50 ألف دولار.

وفي سن السادسة عشر، سجل رونالدو 59 هدفاً خلال 57 مباراة في كل بطولات الناشئين التي شارك بها، حتى جاءته فرصة عمره، حين طلبه الفريق الوطني البرازيلي وعمره لم يتجاوز السابعة عشر عاماً للمشاركة في كأس العالم بالولايات المتحدة عام 1994، إلا أنه حيث جلس على دكة الإحتياطي طوال مباريات فريقه، نظراً لصغر سنه، فشارك في فوزه وحصوله على الكأس الذهبية بقلبه وليس بقدميه!

ولكنه في النهاية تمرن على يدي روماريو وبيبيتو مهاجمي البرازيل الكبار في تلك البطولة، واكتسب منهما خبرة جيدة لم تكن لتتاح للاعب في مثل سنه.
طريق الاحتراف
وهذا ما حدث بالفعل، حيث احترف رونالدو في نادي (أيندهوفن) الهولندي موسم 94 – 95، وهناك أصبح هداف الدوري الهولندي الأول، مما جعله مطمع لنادي برشلونة الأسباني، الذي نجح في ضمه موسم 96 – 97. ولعب في البارسا مسجلاً 34 هدفاً حتى انتقاله إلى فريق إنتر ميلان الإيطالي عام 1998.

ولكن وبعد حصوله على لقب أفضل لاعب في العالم من اتحاد الفيفا عامي 96 و97 على التوالي، كانت نكبته الكبرى خلال كأس العالم 98، حين اكتفي بتسجيل 4 أهداف فقط طوال البطولة، واعتبره البرازيليون السبب الرئيسي في خسارتهم أمام فرنسا في مباراة النهائي، حيث نزل إلى الملعب بالرغم من إصابته.

ورجح البعض أن مؤسسة نايكي (Nike) الرياضية هي التي أجبرته على ذلك نظراً للعقد الذي يلزمه بلعب جميع مباراته بغض النظر عن حالته الصحية والبدنية، وهذه كانت بداية التدهور الذي استمر معه 4 أعوام كاملة، ضيع خلالها موسمين كاملين من المبارايات الساخنة.
إصابة و8 أهداف!
بعد مرور عام من هزيمة كأس العالم 98، أصيب رونالدو في ركبته اليمنى وخرج من الملاعب لمدة 7 أشهر ثم عاد عام 2000 خلال مباراة لإنتر ميلان أمام لاتسيو لم يلعب فيها غير 7 دقائق.

ولكن لسوء حظه أصيب في نفس الركبة مرة أخرى، ولم يعد بعدها إلى الملاعب إلا عام 2002 بعد أن أجريت له عمليتان جراحيتان، وتطلب ذلك أن يرتاح ويخضع للعلاج الطبيعي لمدة لم تقل عن السنة.

وعند عودته إلى الملاعب تمكن من تعويض جمهوره بفوز فريقه بكأس العالم الماضي 2002، حيث سجل هدفين رائعين في مرمى الألماني أوليفر كان، وحاز على لقب الهداف الأول، حيث سجل 8 أهداف وساعد فريق في الحصول على الكأس للمرة الخامسة.
في الـDream Team
حصل رونالدو في نفس العام على لقب أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة، ثم انتقل من إنتر ميلان الإيطالي إلى ناديه الحالي ريال مدريد بعقد قيمته تفوق الخيال (27 مليون إسترليني) وذلك بعد مفاوضات عديدة من مدرب الإنتر هكتور كوبر.

كان انتقاله إلى الريال بمثابة خبر الساعة لدى الصحف الأسبانية والإعلام الأوروربي بوجه عام، ليس بسبب سمعته ومهاراته فقط، ولكن لأنه كان ثالث أكبر انتقال للاعب ونجم عالمي للفريق، وهي سياسة يتبعها النادي، عن طريق شراء أعظم نجوم كرة القدم للحصول على خبراتهم وأدائهم الرائع، فقد ضم نادي الأحلام Dream Team، لاعبين مثل: زيدان وفيجو ورونالدو وروبرتو كارلوس ثم انضم لهم بيكهام وأوين.

ونتيجة للضجة الإعلامية المصاحبة للصفقة، حققت فانلة رونالدو رقم 9، أعلى مبيعات شراء في العالم في اليوم الذي مضى فيه العقد.

وفي الموسم الأول له مع الريال سجل رونالدو 22 هدفاً، وحصل لفريقه على لقب الدوري الأسباني (La Liga) عام 2003، وهو ما لم يستطع أن يفعله خلال وجوده في برشلونة.
وهو مازال يلعب حتى الآن جنباً إلى جنب مع زين الدين زيدان الفرنسي، راؤول جونزاليس الأسباني، ودايفيد بيكام الإنجليزي، بالرغم من الشائعات التي تقول أنه سوف يعود إلى إنتر ميلان الإيطالي حيث يحلم موراتي رئيس النادي بعودته.
هل يفعلها؟!
وإذا كانت بداية رونالدو في كأس العالم 94 على دكة الاحتياطي، فإن تسجيله 4 أهداف في مونديال عام 98، ثم 8 أهداف في مونديال 2002، جعلته يتساوى مع الأسطورة (بيليه) في عدد الأهداف التي سجلها كل منهما في بطولات كأس العالم، برصيد 12 هدفاً لكل منهما.

ليس هذا فحسب، رونالدو صار قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح هو أكبر هداف في بطولات المونديال عبر التاريخ، فهو يبتعد بفارق هدفين فقط عن تحقيق الرقم القياسي العالمي لهداف يشارك في كأس العالم، واللقب الآن مازال من نصيب الألماني جيرهارد، مولر برصيد 14 هدف.

وبالرغم من إصابة رونالدو الأخيرة والتي سوف تلزمه بالراحة والعلاج لمدة ثلاث أسابيع، يتمنى البرازيليون أن يروه قريباً في ألمانيا محققاً ذلك الرقم القياسي الذي يتمناه هو قبل الجميع بالطبع، ومثلما يقول رونالدو: "نحن لاعبو كرة قدم، نحاول أن نكون مثالاً جيداً ونقدم رسالة إيجابية من أجل إسعاد العالم".

ويعرف عن رونالدو تطوعه لدى الحملات التي تنظمها منظمة اليونيسف لمحاربة الفقر ومرض الإيدز في العالم؛ فهو يصف لحظات تسديد أهدافه بقوله: "كل هدف أسجله بمثابة تشجيع مني لفقراء العالم"،

ومن المعروف أيضاً أن رونالدو زار مدينة رام الله الفلسطينية العام الماضي من خلال الحملة التي نظمتها الأمم المتحدة ضد الفقر وبصفته سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، كما زار مدرسة لتعليم كرة القدم في تل أبيب حيث يتعلم أطفال الفلسطينيين والإسرائيليين مهارات اللعبة سوياً.[img]

أرسل: 04/07/2006 9:37 pm